بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بتأجيل نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا لمدة شهر، من 26 سبتمبر الجاري إلى 16 أكتوبر المقبل، واستشارة الفرق الأربعة المشاركة وافقت جميعها على ذلك باستثناء نادي الزمالك الذي رفض التأجيل وصمم على لعب الدور كاملاً في ميعاده السابق، فيما وافق الأهلي القطب الثاني للكرة المصرية على التأجيل لتتباين آراء القطبين حول ذلك الأمر محليًا وأفريقيًا، فلماذا وكيف حدث ذلك في الوقت القليل ذلك الذي مضى. وهل لعبة الكراسي الموسيقية ستستمر بينهما؟، أم أنها مجرد صدفة بحتة؟.
علامات استفهام كثيرة حول موقف القطبين، وتحديدًا الزمالك من استئناف النشاط المحلي ثم الأفريقي، والذي كان على النقيض تمامًا من رأي الأهلي، فهل هو فقط مجرد الاختلاف وإثبات أن مرتضى منصور ومجلس إدارة الزمالك لا يوافق على أمر اجتمع الأهلي وإدارته برئاسة محمود الخطيب عليه، أم هي قصة مصالح شخصية بحتة فقط للناديين.
الغريب أن مرتضى منصور، رئيس الزمالك، طالب بضراوة عدم استئناف النشاط الكروي المحلي بحجة خطورة فيروس كورونا وهدد بالانسحاب قبل أن يتراجع ويلعب ثانية، ومع كل انتصار للأهلي أو خطأ تحكيمي له بأحد مبارياته يهدد بالانسحاب ثانية، إلا أنه ظهر بوجه مختلف 180 درجة مع التأجيل الأفريقي، وطالب بقوة كذلك بلعب المباريات في وقتها، فهل هو يختلف من باب الاختلاف فقط أو أنه تخبط إداري وفني واضح داخل البيت الأبيض الكروي.
الزمالك يرفض المحلي والأفريقي
مع قرار الحكومة المصرية متمثلة في أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، باستكمال الموسم المتوقف للدوري الممتاز وعودة النشاط، ومطالبته اتحاد الكرة بتنفيذ القرار مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لتفادي أزمات بسبب كورونا، قامت الدنيا ولم تقعد بسبب رفض مرتضى منصور العودة وتهديده بالانسحاب بالفعل من البطولة، بل تطور الأمر لمهاجمة الوزير شخصيًا على قراره، ورئيس اتحاد الكرة ،عمرو الجنايني، بسبب نفس الأمر ولكنه تراجع في النهاية كعادته عن قراره ولعب المسابقة بشكل عادي مبررًا ذلك بموافقة الجمعية العمومية ومدرب الفريق كارتيرون.
لكن الأمر اختلف كليًا بالنظر لقرار الكاف بتأجيل مباريات نصف النهائي شهرًا أو أقل قليلاً حتى يكون الكل جاهز ومستعد بشكل أفضل من الفرق، وكذلك للسيطرة أكثر على تداعيات فيروس كورونا الذي اجتاح القارة وخاصة المغرب ومصر اللتان تشارك بفريقين منها في هذا الدور المتقدم بالبطولة، هنا ظهر “مرتضى” ثانية وبمفرده كالعادة بعد موافقة باقي الفرق الثلاثة المشتركة بنفس الدور، ليعترض ويرفض التأجيل كليًا بعد أن كان معه بقوة قبل أسابيع قليلة في البطولة المحلية.
فماذا يريد رئيس الزمالك أم أنه لا يفقه شيء ويريد إثبات أنه متواجد فقط ويعترض على كل شيء، أم بالفعل يعيش الزمالك تحت إدارته لحالة تخبط إداري واضحة وكذلك فنية لأنه لا يوجد نجم كروي او شخص لديه خبرات وفنيات يدير ملف الكرة بالنادي بعد أن استحوذ هو وأبنائه على الأمر كليًا داخل القلعة البيضاء!
الأهلي يوافق على المقترحين
كالعادة جاء موقف الأهلي مستندًا للمنطق إلى حد كبير والظروف التي توجد على الساحة، فقد قرر سابقًا أنه مع استكمال الدوري المتوقف والنشاط بكل قوة وقد كان على صواب وعادت الكرة المصرية للدوران مجددًا ولعبت كل الأندية وانتصرت على شبح كورونا وكل العراقيل التي كان قد وضعها رئيس الزمالك أمام الجميع ولم تظهر حقيقة واحدة من ضمن كل حديثه ورفضه السابق.
وعلى المستوى الأفريقي فرأى الأهلي وإدارته أن القرار مناسب من الكاف بالنسبة لوضع الأندية المغربية ووضع فريقه والأحوال في البلدين جراء تداعيات فيروس كورونا، وكذلك عدم الجاهزية الفنية والبدنية الكاملة للفريق الأول بالأهلي وكذلك باقي أندية الدور نصف النهائي بالبطولة الأكبر بالقارة السمراء للأندية، وبالتالي جاء قراره هنا مع التأجيل عكس قراره محليًا برفض التأجيل نهائيًا والعودة للعب وهنا يوضح الفارق الكبير بين الأهلي والزمالك، وكذلك كيفية إدارة الأمور بين إدارتي القطبين بالكرة المصرية.
المصلحة الشخصية البحتة تحدد القرار
صوت آخر ذهب إليه عدد من الخبراء والنقاد وكذلك الجماهير المهتمة بالشأن المصري الكروي، وقد كشفته عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بأن سبب ذلك التباين هو المصلحة الشخصية البحتة لكلا الناديين الأهلي والزمالك، دونما النظر للصالح العام لا في الجانب المحلي أو حتى الأفريقي بالقياس بالظرف العصيب الذي يمر به العالم باجتياح فيروس كورونا الخطير له.
فهناك من رأى موقف إدارة الأهلي محليًا بالعودة لرغبتها في الفوز بالدوري الذي يتصدر فريقها قمته وبفارق كبير من النقاط وقد كان لها ما أرادت ويتبقى للأهلي 8 نقاط من 9 مباريات ليحسم اللقب الـ42 لصالحه نهائيًا، وكذلك برروا موقفه الأفريقي بأن الفريق غير مكتمل حاليًا سواء للإصابات أو اللاعبين الذين رحلوا، وبالتالي سيكون التأجيل فرصة لاكتمال الصفوف وعودة الأهلي لقوته ومستواه السابق المعهود ليعزز من حظوظه في رفع البطولة التاسعة من دوري الأبطال والأولى لمحمود الخطيب كرئيس للنادي.
أمام الزمالك، فاتفق الأغلبية على أن رئيسه يديره من منطق مخالفة الغير لإثبات أنني موجودًا بالإضافة لمصلحته الشخصية البحتة والخوف على شكله، عندما يحقق الأهلي لقب الدوري المتوقع، فيطالب بكل قوة تصل لحد الانسحاب من الدوري إذا استكمل قبل أن يعود في قراره مرغمًا، والدليل هو تهديده بالانسحاب كل مباراة يفوز بها الأهلي أو يحدث بها خطأ تحكيمي لصالحه مثلما حدث عقب مباراة وادي دجلة الماضية، وهنا تظهر نيته الحقيقة وراء سعيه للتأجيل المحلي قبل شهر مضى وبكل قوته.
أمام على الجانب الأفريقي، فيظن مرتضى وإدارته أن فريقه في أفضل فورمه له وكامل العدد ويريد استغلال تلك الفرصة لصالحه بالتفوق في دوري الأبطال والوصول للنهائي وربما الفوز باللقب الأول له منذ 2003 وكرئيس للنادي في دوري الأبطال الأفريقي، كما أن حالة منافسيه في حالة سيئة بالوقت الحالي وبالتالي فإن التأجيل سيكون في صالحهم وسيزدون قوة وهو ما يقلص من فرصه في الفوز باللقب، ومن هنا كان قراره ذلك برفض التأجيل وهذا سبب تباين آرائه بين الجانب المحلي والقاري بالفترة الأخيرة.