الصفقة الأغلى.. لماذا نونيز أفضل تعويض لماني في ليفربول؟

وضح جليًا ومنذ فترة ما كان يخطط له الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لنادي ليفربول، من عملية إحلال وتجديد في قائمة “الريدز”. وقد بدأ ضخ دماء جديدة بالفريق، سواء بإشراك نجوم شابة مثل جونز وإليوت وفيليبس وغيرهم، أو بضم لاعبين مميزين وأعمارهم صغيرة في الميركاتو، مثل ديوجو جوتا قبل عامين، ولويس دياز بالشتاء الماضي، وأخيرًا داروين نونيز هذا الصيف.

هذا ما كان في أواخر عام 2015 الماضي، أما ما بعدها فقد شمل تغيير في نسق الفريق وتحديدًا في صف الهجوم، وتحديدًا بعدما ضم الثلاثي: ساديو ماني، وفيرمينو، ثم النجم المصري محمد صلاح، وبعدهم أليسون في حراسة المرمى، وفان دايك في الدفاع.

استطاع كلوب أن يقدم “ليفربول” جديدا تمامًا عن الذي دربه عام 2015. واستطاع بهذه التوليفة الفوز بلقب البريميرليج، بعد غياب لأكثر من 30 عامًا. وكذلك دوري أبطال أوروبا بعد غياب أكثر من 14 عامًا. ثم بطولتي الكأس المحليتين الرابطة والاتحاد بالموسم الماضي.

كلوب يقود ثورة جديدة في ليفربول

الآن، جاء الدور على عملية بناء وتجديد جديدة بصفوف الفريق. بعد أن كبر سن معظم النجوم، ورحل آخرون لتجارب جديدة.

وقد بدأ كلوب عملية ضخ الدماء الجديدة هذه بضم جوتا، ثم دياز في الشتاء الماضي. وقد قدما مستويات رائعة. وأخيرًا الصفقة الأغلى في تاريخ ليفربول. بضم الأوروجواياني داروين نونيز، مقابل 85 مليون جنيه إسترليني (104.55 مليون دولار أمريكي) من بنفيكا البرتغالي. وهي الصفقة التي يعوض بها رحيل ماني صوب بايرن ميونيخ، والتي تستهدف الحفاظ على خط الهجوم الناري للريدز.

سيصبح لـ”الليفر” بهذه الخطة خط هجوم جديد صغير في السن ولديه من المهارات والخصائص الفنية ما يجعله كاسحًا. فالثلاثي جوتا ودياز (25 عامًا) ونونيز (22 عامًا)، يغير الصورة العمرية للفريق.

ويحاول كلوب تأمين فريقه، في حال لم يقرر صلاح النجم الأول بالفريق البقاء بعد نهاية عقده.

كيف لفت نونيز انتباه كلوب؟

نونيز عنصر فريد بين الثنائي الهجومي جوتا ودياز. فسماته قد تسمح لكلوب بتنويع الطريقة التي ينتهجها. وهو مهاجم صريح طويل القامة ويتمتع ببنية جسدية قوية، ما يميزه عن مهاجمي ليفربول الآخرين. وهذا ما لفت انتباه كلوب في المباراتين أمام بنفيكا الموسم الماضي. حيث أظهر اللاعب الأوروجواياني تهديدًا خطيرًا، وسجل في المباراتين.

وكلوب مثل بيب جوارديولا في مانشستر سيتي، لم يكن قادرًا في السابق على ضم لاعب من نوعية نونيز خلال الفترة التي قضاها في الدوري الإنجليزي الممتاز. ولكن مثل إيرلينج هالاند في سيتي، سيوفر نجم الأوروجواي نقطة محورية في هجوم ليفربول.

كما أن طريقة ارتباط نونيز مع زملائه أحد مجالات لعبه التي تتطلب التحسين. فقد أكمل 57% فقط من تمريراته في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بشكل صحيح. لكن بنيته تجعله منفذًا فعالًا للتمريرات الطويلة. ومن المؤكد أن هذا سيكون مفيدًا لليفربول.

وقد استحوذ فريق كلوب على الكرة في ما يقرب من 63% في المواسم الثلاثة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن المدرب يرغب أن يحتفظ ليفربول بخطورته عندما يتقدم اللاعبون بسرعة.

وتظهر الإحصائيات أن ليفربول نفذ هجمات مباشرة أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. في حين أن وولفرهامبتون كان الفريق الوحيد الذي نفذ المزيد من الهجمات السريعة. وبفضل سرعته وقوته كقلب الهجوم يمكن لنونيز أن يجعل ليفربول أفضل.

قدم ليفربول تمريرات عرضية أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي؛ 897 منها جاءت عن الظهيرين ترينت ألكسندرأرنولد وأندرو روبرتسون، وقدم أرنولد وروبرتسون 22 تمريرة حاسمة بينهما في البريميرليج الموسم الماضي، كما صنعا 145 فرصة، وليس من الصعب تخيل نونيز يستمتع بهذه الخدمات.

سجل تهديفي مميز لنونيز

سجل النجم الأوروجواياني ستة أهداف برأسه لبنفيكا الموسم الماضي؛ خمسة منها في الدوري البرتغالي الممتاز. وهو ثاني أعلى مجموع في المسابقة. وقد أحرز الكثير من الأهداف من تسديدات منخفضة في منطقة الجزاء، حيث كان بارعًا في التخلص من الرقابة الفردية وإيجاد المساحة. كما أنه يمثل تهديدًا من الكرات الثابتة وهذه مجرد منطقة أخرى يجب أن يزيد فيها تهديد ليفربول لمرمى الخصوم.

في الموسم الماضي، سجل ليفربول ثاني أكبر عدد من الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز من الكرات الثابتة برصيد 19 هدفًا. لكن كلوب سيكون واثقًا من زيادة هذا الإجمالي مع نونيز.

نونيز ليس مجرد نقطة محورية أيضًا، إذ يحب كلوب أن يتبادل مهاجموه المراكز والظهور في مناطق مختلفة من أجل إرباك دفاعات الخصم. وهذا يأتي بشكل طبيعي إلى نونيز، الذي يحب الاقتحام من الجهة اليسرى والهبوط بعمق لتوفير مساحة لزملائه في الفريق إلى الأمام.

وكل هذا يعني أن نونيز سيعوض ماني وفيرمينو كذلك باقتدار كبير، وسيكون نجم الفريق خلال السنوات القليلة القادمة في خط الهجوم بشكل رائع وسيكون مكسبا فوق العادة لفريق كلوب والجماهير الحمراء العاشقة لفريق مدينة البيتلز الشهيرة.